قراءة في كتاب: الإسلام بين الشرق والغرب
المؤلف: علي عزت بيجوفيتش
متر
لقد جاء كتاب الإسلام بين الشرق والغرب لمؤلفه الرئيس البوسني
(علي عزت بيجوفيتش) ليناقش أبرز الأفكار العالمية في تاريخ البشرية المعاصرة، وللإجابة على كثير من الأسئلة التي تهم الجيل الجديد، والهدف من الكتاب هو إنارة الطريق للبشرية التي تتجه إلى مُرَكَّب جديد وموقف وسطي جديد في عصر المعضلات الكبرى والخيارات، وقد أصبحت الأيديولوجيات المتضاربة بأشكالها المتطرفة لا يمكن فرضها على الجنس البشري
وعن طبيعة هذا الكتاب يقول مؤلفه في مقدمته أن هذا الكتاب ليس في اللاهوت ولا مؤلفه من رجال اللاهـوت إنه على الأرجح محاولة لترجمة الإسلام إلى اللغة التي يتحدث بها الجيل الجديد ويفهمها؛ إنه كتاب يتناول عقائد الإسلام ومؤسساته وتعاليمه بقصد اكتشاف موقع الإسلام في إطار الفكـر العــالمي
وهذة بعض فقرات الكتاب العظيم
الاسلام مستقبل الانسان
الإسلام هو مستقبل الإنسان، لأنه يدعو إلى خلق إنسان متسق مع روحه وبدنه، وكما كان الإسلام في الماضي الوسيط الذي عبرت من خلاله الحضارات القديمة إلى الغرب فإن عليه اليوم مرة أخري أن يتحمل دوره كأمة وسط في عالم منقسم، وذلك هو معنى الطريق الثالث - طريق الإسلام - الذي يحتل موقعًا وسطًا بين الشرق والغرب.
الإسلام ليس مجرد دين:
فالإسلام كما يقول المؤلف ليس مجرد دين أو طريقة حياة فقط، وإنما هو بصفة أساسية مبدأ تنظيم الكون، فكما أن الإنسان هو وحدة الروح والجسد، فالإسلام وحدة بين الدين والنظام الاجتماعي، وكما أن الجسم في الصلاة يمكن أن يخضع لحركة الروح، فإن النظام الاجتماعي يمكن أن يخدم بدوره المثل العليا والأخلاق هذه الوحدة الغريبة عن المسيحية وعن المذهب المادي معا، ميزة في الإسلام، بل هي من أخص خصائص الإسلام.
الإسلام وإقامة التوازن في حياة البشر:
من أجل مستقبل الإنسان ونشاطه العلمي، يعني الإسلام بالدعوة إلى خلق إنسان متسق مع روحه وبدنه، ومجتمع تحافظ قوانينه ومؤسساته الاجتماعية والاقتصادية على هذا الاتساق ولا تنتهكه، إن الإسلام هو البحث الدائم عبر التاريخ عن حالة التوازن الجواني والبراني أو الداخلي والخارجي هذا هو الإسلام اليوم، وهو واجبه التاريخي المقدر له في المستقبل، إن الإسلام لم يكن مجرد أمة إنما هو على الأرجح دعوة إلى أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر أي تؤدي رسالة أخلاقية.
كان خلقة القرءان
إن التعليق الوحيد الأصيل عن القرآن هو القول بأنه حياة وكما نعلم كانت هذه الحياة في نموذجها المتفرد هي حياة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، إن الإسلام في صيغته المكتوبة أعني القرآن قد يبدو بغير نظام في ظاهره، ولكنه في حياة محمد صلي الله عليه وسلم قد برهن على أنه وحدة طبيعية من الحب والقوة، المتسامي والواقعي، الروحي والبشري، هذا المركب المتفجر حيوية من الدين والسياسية يبث قوة هائلة في حياة الشعوب التي احتضنت الإسلام، في لحظة واحدة يتطابق الإسلام مع جوهر الحياة.
وسطية الاسلام
أن وسطية الإسلام يمكن إدراكها من خلال حقيقة أن الإسلام كان دائما موضع الهجوم من الجانبين المتعارضين الدين والعلم، ومصطلح دين يشير به المؤلف إلى معنى محدد وهو المعنى الذي تنسبه أوربا إلى الدين وتفهمه على أنه تجربة فردية خاصة لا تذهب أبعد من العلاقة الشخصية بالله، والدين بهذا المفهوم الأوربي اتهم الإسلام بأنه أكثر لصوقا بالطبيعة والواقع مما يجب، وأنه متكيف مع الحياة الدنيا، واتهم الإسلام من جانب العلم المادي أنه ينطوي على عناصر دينية وغيبية ويفند المؤلف هذا الهجوم بقوله في الحقيقة يوجد إسلام واحد فحسب، ولكن شأنه كشأن الإنسان له روح وجسم، فجوانبه المتعارضة تتوقف على اختلاف وجهات النظر نحو الإسلام، فالماديون لا يرون في الإسلام إلا أنه دين وغيب أي اتجاه يميني بينما يراه المسيحيون فقط كحركة اجتماعية سياسية، أي اتجاه يساري.
منقول